ريّـانة الممـيزيـن
عدد الرسائل : 485 العمر : 35 ~[الإقـآمـه : ღ.عًٍ ـآلم آلخَِ ـيآل.ღ. ~[المـهنة : طالبة ~[الـعــمر : ... ~[ رقم العضوية : 6 المـزآجـ .. : : sMs :
تاريخ التسجيل : 21/01/2008
| موضوع: علم إبنك.. كيف يعالج أخطاءه -- دبلوماسية البيت الخميس 14 أغسطس 2008, 12:48 pm | |
| علم إبنك.. كيف يعالج أخطاءه لا شك في أن الافضل ان نمتنع عن معاقبة الاولاد عند ارتكابهم الاخطاء, كبيرة كانت أم صغيرة, وأن نتقبل, ولو على مضض, حقيقة أزلية, ألا وهي: أن الانسان غير معصوم عن الخطأ. لكن هذا الاسلوب التربوي لا يجدي ولا يصلح الا اذا علمنا الاولاد كيف يعالجون أخطائهم بأنفسهم. ويتم ذلك عندما يدرك الابن/الابنة أن عليه ان يبذل كل جهده كي يصلح ما أفسد, ويعوض على من أذاه أو تضرر بسببه. ولأن تصرفات الابوين هي المدرسة الأولى والأساسية في تعليم الاولاد, فانه يصبح من الضروري أن يحافظ الوالدان على تطبيق مبدأ: "امح السيئة الحسنة" عملياً, وأن يحرصا على: أولاً: أن يعترفا أمام الاطفال بأي خطأ قد يرتكبانه, فهذا يساعد الطفل على تمييز الخطأ من الصواب, ويشجعه على الاعتراف بأخطائه, وبالتالي سيتحفز الى اصلاحها تلقائياً, وبالتدرج تتحسن تصرفاته. ثانياً: أن يعتذرا عن أخطائهما, وأن يعوضا عن الضرر الناتج عنها. وهذا, وللأسف, نادراً ما يقوم به الابوان مع الاولاد, وذلك لاعتقادهما, غير الصحيح, أن الاعتذار للأولاد ينقص قوة السلطة الابوية, ويضعف ثقة الأولاد بقراراتهما التي يجب أن يراها الاولاد – حسب ظنهما – صائبة دائماً وأبداً ومهما كانت! إن معاقبة الابن/الابنة وملاحقته بالاوامر والتنبيهات والذم والتهديد, تحوله الى إما: شخص لا يخاف المغامرة وحسب, بل ويخاف أي تجربة أو خطوة جديدة, أو على النقيض من ذلك تماماً, فقد تحوله الى شخص يضرب بعرض الحائط كل الاوامر والتهديدات التي ضاق بها صدره, فيجازف متهوراً من غير أي حساب. ومن المهم جداً أن يحافظ الطفل على شعوره بالامان عند ارتكابه خطأ ما, وألا يخسره, ولذلك يجب ألا يحمل الطفل تحت التاسعة مسؤولية أخطائه, وعلى الابوين أن يتحملا مسؤولية أي خطأ يقوم به الطفل في ذلك العمر, وألا يلوماه, وأن ينظروا الى الخطأ على انه فرصة لا بد من الاستفادة منها لزيادة خبرة الطفل في الحياة, ولتساعده على النمو والنضوج. وكثيراً ما ينسى الاهل ان الحياة تجربة مليئة بالتحديات المتوقعة وغير المتوقعة, لاسيما في مرحلة الطفولة, فالطفل الصغير مغامر يرى العالم حوله لأول مرة, وكل يوم جديد يحمل تجارب جديدة ومواجهات متنوعة للطفل, ونتائج هذه التجارب والمواجهات, سواء كانت سلبية أم إيجابية, ستبقى محفورة في مكان ما في اعماقه, وستؤثر بشكل ما على حياته ومستقبله. ويصبح الفشل إشارة تدله على طريق النجاح, وتصبح التجارب منارات تضيء له الطريق الصحيح. والسماح للطفل بأن يغلط دون أن يؤنب أو يعاقب, يغذي شعوره بالامان, ويعطيه الثقة اللازمة كي يخوض معترك الحياة من بابها العريض, ولكي يحاول اجتياز ما يقف في طريقه من حواجز وعراقيل, دون خوف من الفشل أو التقريع. وبما ان الاب والام هما المدرسة الاولى والاساسية في تشكيل شخصية الطفل, لذا يتوجب عليهما أن يعترفا بما ارتكبا من أخطاء, وأن يعتذرا عنها, فيدرك الطفل أن الجميع – ومنهم البالغون – معرضون للخطأ, ويكتشف أنه مازال يحب أبويه ويحترمهما, بغض النظر عما قاما به من أخطاء, فيتعلم درساً غاية في الاهمية هو: أنه لن يخسر محبة والديه عندما يخطئ بدوره, كما أنه يتعلم شيئاً اخر لا يقل أهمية ألا وهو: أن عليه أن يعترف بأخطائه, وأن يتحمل نتائجها, وأن يحاول التعويض على من تضرر منه وإصلاح ما أفسده. فهو لن يخسر احترام الاخرين بسبب أخطائه, وإنما, قد يخسره, بسبب نظرته الى تلك الاخطاء وموقفه منها وطريقته في اصلاحها. أما عندما يتجاهل الابوان أخطاءهما أو يرفضان الاعتراف بها, فان الابن/الابنة يظن أن تجاهل الاخطاء, وعدم الاعتراف بها, هو الطريق السليم والمنهج الصحيح, فيسلكه كما سلكه أبواه من قبله!
| |
|