عدد الرسائل : 485 العمر : 35 ~[الإقـآمـه : ღ.عًٍ ـآلم آلخَِ ـيآل.ღ. ~[المـهنة : طالبة ~[الـعــمر : ... ~[ رقم العضوية : 6 المـزآجـ .. : : sMs :
تاريخ التسجيل : 21/01/2008
موضوع: هل نتعض ونتعلم من نملة سليمان ؟؟؟ !!! السبت 19 يوليو 2008, 5:45 pm
هل نتعض ونتعلم من نملة سليمان ؟؟؟ !!!
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم (هدف السورة) :
التفوق الحضاري مع تذكر الله تعالى...
سورة النمل سورة مكيّة وهي سورة خطيرة تحكي عن التفوق الحضاري لتثبت أن الدين ليس دين عبادة فقط وأنما هو دين علم وعبادة ... ويجب أن تكون الأمة المسلمة الموحّدة متفوقة في العلم ومتفوقة حضارياً لأن هذا التفوق هو سبب لتميّز أمة الإسلام كما حصل في العصر الذهبي للإسلام ...
وفي سورة النمل خطة محكمة لبناء مؤسسة أو شركة أو مجتمع أو أمة غاية في الرقي والتفوق من خلال آيات قصة سيدنا سليمان (على نبينا وعليه افضل الصلاة والتسليم)مع بلقيس وسنستعرض عناصر قوة هذه المملكة الراقية التي يعلمنا إياها القرآن الكريم:
الاول: أهمية العلم ...
ابتداء القصة من الآية 15 ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) فقد كان عند داوود وسليمان تفوق حضاري بالعلم الذي آتاهم إياه الله تعالى وهم مدركين قيمة هذا العلم.
الثاني : توارث الأجيال للعلم ...
( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) آية 16 فكان الإهتمام باللغات المختلفة (لغة الطير) وأهمية وجود الإمكانيات والموارد والعمل على زيادتها (وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ).....
الثالث: وجود نظام ضبط وربط ووجود تعدد في الجنسيات والكائنات...
بدليل أن الهدهد كان في مهمة تدريبية ويشبر لذلك المعنىقوله تعالى وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ) آية 20
الخامس : تفقد الرئيس لمتابعيه وعمّاله ومحاسبتهم...
ويشير لذلك المعنى قوله تعالى لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) آية 21
السادس : إيجابية الموظفين في العمل الإستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة...
فالهدهد كان موظفاً غير عادي وكان عنده إيجابية عالية فجاء بأخبار صحيحة ودقيقية واشار لذلك المعنىقوله تعالى فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) آية 22
السابع : مسؤولية الموظفين تجاه الرسالة المكلفين بها والعاملين من اجلها...
فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله وهذا حرص منه على رسالته وهي التوحيد واشار الى ذلك قوله تعالى وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) آية 24
الثامن : أهمية تحرّي الأخبار ومتابعتها والتأكد من صحتها وتحليلها والاستفادة منها ...
فلم يصدق سليمان الهدهد بمجرد أن أخبره لكنه أراد أن يتحرى صدقه فيما أخبر به وهذا حرص المسؤول على صدق ما يصله من معلومات من عمّاله. ويشير لذلك قوله تعالى: ( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) آية 27
التاسع : التأكيد على تجربة تحرّي الأخبار...
فإرسال الكتاب مع الهدهد إلى بلقيس وقومها ومن ثم معرفة ماهو رد فعل المقابل... واشار لذلك قوله تعالى : ( اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ) آية 28
العاشر :أهمية الاستشارة في الدين ...
ويشير لذلك مشاورة بلقيس لقومها في قوله تعالى قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) آية 32
الحادي عشر : التاكيد على سياسية مايسمى (بجس النبض)...
فبلقيس أرسلت هدية لسليمان لترى ردة فعله كما في قوله تعالى : ( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) آية 35
الثاني عشر: ضرورة أمتلاك قوة عسكرية كبيرة ...
وهي ضرورية لأية أمة تريد أن تنشر دين الله في الأرض وتدافع عنهوتدافع عن نفسها ... ) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) آية 37
الثالث عشر: اعتماد التـكنولوجيا الراقية وضرورة امتلاكها ...
فنقل عرش بلقيس في زمن قياسي من مكانه إلى قصر سليمان وهو ما يعرف في عصرنا الحاضر بانتقال المادة وهذا يعني ضرورة امتلاك القدرات العالية كل بحسبه...قال تعالى:
الرابع عشر: ضرورة اعتماد الذكاء والديبلوماسية في السياسة...
فجواب بلقيس كأنه هو حتى لا تظهر أنها لا تعرف: ) فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ) آية 42
الرابع عشر : الإستسلام أمام التكنولوجيا غير العادية ...
) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) آية44 فجعل الزجاج فوق الماء كانت تكنولوجيا غير عادية في ذلك الزمان فلم تستطع بلقيس إلا أن تسلم... وهنا نلاحظ الفرق بين ردّ بلقيس التي كانت تقدّر العلم فقد بهرتها هذه التكنولوجيا التي رأتها بأم عينها فأسلمت مباشرة بلا تردد ، بينما نرى في قصة سيدنا موسى عليه السلام اعتبر قومه الآيات المعجزة التي جاء بها سحر لأنه لم يكن لديهم علم أو تكنولوجيا كما في الآية ( فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) 13.
وكأن هذا الإنتقال يحذّر من أن يلهينا التفوق الحضاري عن تذكر الله تعالى وقدرته في الخلق والكون وفي ملكه فهو الذي سبب الأسباب لكل عناصر التفوق فلا يجب أن ننشغل بالأسباب عن المسبب ، فنلاحظ تكرر كلمة (أإله مع الله) بمعنى إياكم أن تنسوا رب الكون أو أن تجعلوا له شركاء في تفوقكم.
وتختم السورة بنموذج من نماذج التفوق الحضاري :
ألا وهي النملة هذه الحشرة الصغيرة قد أودع الله تعالى فيها من مقومات التفوق ما لا نحصيه فالنمل يعيش في أمة منظّمة تنظيماً دقيقاً وعندهم تخزين وعندهم تكييف في أجسادهم وعندهم جيوش وإشارات تخاطب وعنده تكنولوجيا لا نعلمها والعلماء يكتشفون يوماً بعد يوماً أشياء لا يمكن للعقل تصورها عن هذه الحشرة الصغيرة الحجم.
فعلينا أن نتعلم من هذه الحشرة التفوق الحضاري فهي التي قالت مخاطبة النمل ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) آية 18 حفاظاً عليهم من خطر قادم وكأن لديها جهاز إنذار، واما قولها (وهم لا يشعرون) دلالة وإشارة واضحة أنه حتى النمل يعرف أن عباد الله المؤمنين لا يمكن أن يظلموا غيرهم أو يحطمونهم حتى ولو كان مجموعة من النمل.
ولهذا تبسم سليمان ضاحكاً من قولها ثم دعا ربه وشكره لأنه فهم معنى ما قالته النملة.
وقد سميّت السورة بـ(النمل) دلالة على أن النمل هذه الحشرات نحجت في الإداء وحسن التنظيم والتفوق فكيف بالبشر الذين أعطاهم الله تعالى العقل والفهم فهم أحرى أن ينجحوا كما نجح النمل في مهمتهم في الأرض وفيها دلالة عظيمة على علم الحيوان....